سلمان بن محمد الجشي
إن فاجعة ناقلة الغاز في الرياض، وفاجعة عين دار التابعة لمحافظة بقيق والتي راح ضحيتهما عشرات الأشخاص وأصيب فيهما عدد كبير من المواطنين والمقيمين، لهما فاجعتان تبكيان القلب وتعصرانه ألما، فرحم الله من مات، وكتب الشفاء لمن أصيب، وألهم الجميع الصبر والسلون. وما يزيد من الألم أيضا كثرة التصريحات والتلميحات من الجهات المسؤولة عن هاتين الحادثتين، حيث يظهر البعض منهم جهوده ويلقي التقصير على الجهة الأخرى في ظل مصاب لا يحتمل مثل هذه التصريحات.
إن هناك جهات عديدة تتقاسم أدوارا مبتورة من أنظمة السلامة، فهذا له جزء وذاك له جزء، وفي غالب الأحيان تتداخل الصلاحيات والأدوار، مما يعطي نتيجة متدنية في متابعة الحدث من تلك الجهات. وفي النهاية المتضررون من هذه الحوادث هم من يزيد ضررهم، لذلك لدينا أمثلة جميلة جدا ومتميزة في عملها المختص في مجال السلامة والبيئة كشركة أرامكو السعودية، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، كذلك لدينا الدفاع المدني والتطور الذي يشهده في هذا المجال، لكن الأمر إذا كان متشعبا تقل الفائدة منه بشكل كبير جدا، لذا لم لا نأخذ هذا التشعب ونجمعه في هيئة واحدة تحت مسمى الهيئة الملكية للسلامة العامة، ويكون مرجعها مجلس الوزراء وتكون مستقلة بذاتها تباشر وتتابع مثل تلك الحوادث وغيرها، وتكون لها المرجعية الموحدة من خلال تبنيها لوائح تفصيلية لاشتراطات السلامة الواجب تنفيذها من كل الجهات، وإصدار التشريعات اللازمة لذلك وإصدار العقوبات على من لا يلتزم لأنظمتها، وتكون كلمتها الفصل في جميع الحالات التي تتعلق بالسلامة العامة. وبدلا من أن نبدأ من الصفر، نستعين بما لدى شركة أرامكو السعودية والهيئة الملكية للجبيل وينبع من إمكانات متطورة ومتقدمة وكوادر مؤهلة في هذا المجال، ونبني عليها انطلاقة هذه الفكرة.
يا أعزائي.. إن مثل هذه الأحداث - جنبنا الله شرورها - لابد أن تقودنا وتحدثنا عن العمل بجد في أيام الأمان لتهيئة أنفسنا لمواجهة الكوارث بجميع أنواعها، حيث سنعمل بكل تأكيد في الكوارث الحقيقية لا سمح الله بكل هدوء وثقة ودقة فائقة، وبالتالي سيكون نصيبنا من الخسائر والفوضى أقل بكثير.
إن إدارة الأزمات والكوارث تعتبر من المجالات والعلوم الحيوية والمهمة، خاصة مع التطورات المتلاحقة والمتغيرات المفاجئة، والتي تتطلب ضرورة الاستعداد والإعداد الجيد والتخطيط العلمي والتدريب المستمر لتحقيق الجاهزية المرتفعة وسرعة الاستجابة لمواجهة تلك الأزمات والكوارث، فإدارة الطوارئ أو إدارة الكوارث تعني قواعد التعامل مع وتجنب المخاطر، والتي تشمل التحضير لحالات الكوارث قبل وقوعها، والاستجابة للكوارث (على سبيل المثال، الإخلاء في حالات الطوارئ، والحجر الصحي، وإزالة التلوث الشامل، وما إلى ذلك)، ودعم وإعادة بناء المجتمع بعد الكوارث البشرية أو الطبيعية التي وقعت بشكل عام، فالإدارة الفعالة للطوارئ تعتمد على تكامل شامل لخطط الطوارئ على جميع المستويات الحكومية وغير الحكومية المشاركة.
وهنا تأتي أهمية وجود هيئة مستقلة تعني بالسلامة وهيئة عامة للطوارئ تكون مظلة للجميع كل يحقق الهدف المأمول منه.
وفي الختام أسأل العلي القدير أن يتغمد الموتى بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يشفي جميع المصابين، ويجنب بلادنا الشرور ويديم عليها الأمن والأمان.
موضوع: هيئة للسلامة.. هيئة للطوارئ.. آن الأوان 
الأحد نوفمبر 11, 2012 9:46 pm
