منى المالكي
لم تكن تلك المرأة فارعة الطول تقف خلف زوجها الرئيس، كانت بجانبه دائما تدعم وتساند.. تشرح وتدافع عن بعض مواقفه السياسية، بل إن شعبية تلك المحامية خريجة جامعة هارفارد ارتفعت خلال أربع سنوات لتتجاوز شعبية زوجها، إذ قفزت من 43 % قبل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عام 2008م إلى 66 % من الآراء المؤيدة لها ــ بحسب استطلاع نشره معهد غلوب، مقابل 45 % لباراك أوباما اليوم.
ميشيل أوباما، والتي لم تكن راضية عن طموح زوجها السياسي في بدايات حملته الانتخابية، إلا أنها ارتضت أن تكون الداعم الأساسي لحملته، فهي تلك المرأة التي أثبت جميع محللي ومدربي تنمية الموارد البشرية ولغة الجسد أنها طبيعية، ولم تكن تصطنع مشاعرها المحبة لزوجها أو لعائلتها، فكل ما كانت تظهره كان حقيقيا وعفويا، وفي المقابل، دعونا نرى كيف كان زوجها لها، فكثير من تلك التعليقات التي أعقبت فوز أوباما بفترة رئاسية ثانية كانت تؤكد أنه لن يتزوج عليها! هذا طبعا في الذهنية العربية للسخرية فقط، ولكنها تحمل عمقا وبعدا آخر، وهو ما يفسر في أغلب حالاته وجها للحقيقة في خوف المرأة لدينا من نجاح الزوج وقد اكتسب مالا أو شهادة أو منصبا أو وظيفة، فيأتي الحل الأمثل في حياة الزوج رفع شعار التغيير، وهو نفس شعار أوباما في حملته السابقة، ولكن لدينا التغيير مختلف جدا!!
سيتعاطى البعض مع الموضوع على أن المقارنة غير صحيحة، بل وفاسدة في أساسها لاختلاف الثقافات والعقائد، ولكن دعونا نقارن بين وفاء أوباما لزوجته وبين نموذج أمريكي لرئيس سابق وهو «كلينتون»، ولنقل إنه الرجل شرقا أو غربا!
لم تكتف ميشيل أوباما بوظيفة غير رسمية هي «السيدة الأولى» والانكفاء داخل أسوار البيت الأبيض، كما اكتفت غيرها من زوجات الرؤساء السابقين، بل أصرت أن تترك أثرا كما ذكر مقربون منها أنها صفة لشخصيتها، فقامت ومنذ بداية 2010م ببرنامج مكافحة البدانة لدى الأطفال، وزراعة الحديقة الخلفية للبيت الأبيض بخضروات غير عضوية، تشجيعا للطعام الصحي في بلد وجبته الشهيرة «همبرجر»، تلك الخضروات تقدم على مائدة الرئيس مساء ولضيوف البيت الأبيض. هذا النشاط المتواصل والعمل الدؤوب هو ما يميز المرأة التي عملت على أن تكون بجانب زوجها لا خلفه، كما تدعي الحكمة القديمة!!