خلف الحربي
نائب وزير التربية والتعليم تحدث عن الموسيقى في المسارح والأنشطة المدرسية، فثارت ضده قوى الجفاف، أصلا نائب وزير التعليم ووزارته العتيدة ترتكب خطأ فادحا بحق العلم، وتسير ضد منطق العصر والحياة حين لا تخصص حصصا للموسيقى في كل مدارس البنين والبنات، هذا ما تفعله جميع مدارس كوكب الأرض وتحرص عليه وزارات التربية في جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، باستثنائنا نحن.. من الصعب تصديق أن كل هؤلاء على خطأ ونحن وحدنا على صواب.. أليس كذلك؟!.
أعرف أن قسما كبيرا منكم ــ أيها الأحبة الغالين على قلبي ــ سوف يمطرني بالشتائم المعتبرة؛ لأني أرى بأن الموسيقى علم لا غنى للإنسان عنه، ولكن عزائي أن 99 بالمائة ممن يكيلون الشتائم كانوا السبب الأساسي في ازدهار قنوات الفيديو كليب العربية، وبفضلهم أصبحت سوق الألبومات الغنائية في بلادنا هي الأكبر في الشرق الأوسط، ورغم امتلاء جوالاتهم بالمقاطع والنغمات الموسيقية إلا أنهم يعتبرون أنفسهم (مثالا سيئا) لا يستحق التعميم!.. حتى المطاوعة منهم يصنعون مقاطع موسيقية من (النهنهات) والمؤثرات الطبيعية ويقنعون أنفسهم أنهم تخلصوا من الموسيقى!... شئنا أم أبينا.. الحياة بدون موسيقى خطأ طبي!.
**
بعد أن نأخذ فاصلا موسيقيا من الشتائم نتحول ــ أعزائي المشاهدين ــ إلى ملف آخر يقطر دما وألما وحزنا ولوما من هنا حتى آخر العالم.. نعم، هذا هو حالنا مع ملف الأخطاء الطبية التي ترتكب في المستشفيات الحكومية والخاصة.. آلاف الضحايا الأبرياء فقدوا حياتهم أو تعرضوا للعجز الكامل.. قصص مأساوية تقطع أنياط القلب ووزارة الصحة نائمة.. العديد من المستشفيات والمستوصفات الخاصة تتلاعب بحياة البشر دون حسيب ولا رقيب.. الأرقام المعلنة للأخطاء الطبية عار على وزارة الصحة.. شيئا فشيئا سوف تتحول الحياة بأسرها إلى خطأ طبي!.
**
نشرت صحيفة الجزيرة أمس تقريرا يشير إلى أن المملكة تمثل السوق الرقمي الأكبر على مستوى المنطقة، حيث يستحوذ المستخدمون على نحو 40 بالمائة من رسائل تويتر العربية، و50 بالمائة من محتوى ويكيبيديا العربي، و35 من محتوى الويب العربي.. هذا بخلاف أن المملكة من أكثر دول العالم في معدلات انتشار الهاتف النقال، كما نشرت صحيفة الجزيرة دراسة تقول إن التلفزيون يستحوذ على 56 بالمائة من وقت فراغ الشباب... أرجوكم انتبهوا ــ أيها السادة ــ فنحن أمام جيل مختلف عنا تمام الاختلاف.. إذا لم نفهمه سوف نرتكب أكبر خطأ طبي في التاريخ!.
**
نسأل الله العلي العزيز أن يحفظ والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأن يشفيه ويمده بالصحة والعافية.. سلامتك يا حبيب الشعب.
موضوع: الحياة خطأ طبي ! 
السبت نوفمبر 17, 2012 9:22 pm
