ويستمر الانتظار
يوسف القبلان
كلما جاء رئيس أمريكي جديد فإن العرب (ينتظرون) ماذا سيفعل للعرب وتحديداً لقضية فلسطين، فإن (فعل) شيئاً فهو مدفوع بأطماع ومصالح أمريكا، وان لم يفعل فهو متآمر!
العرب يراقبون ويحللون وينتظرون مع مبادرات نادرة وكأن المهمة الأساسية للسياسة العربية هي انتظار قرارات وخطط وتوجهات الإدارة الأمريكية.
المطلوب دائماً من أي إدارة أمريكية ديموقراطية أو جمهورية ان تقدم حزمة من الحلول للمنطقة العربية ومطلوب من تلك الإدارة ان تفعل ذلك بدافع حب الخير وحب العرب وليس بدافع المصالح مع ملاحظة ان الناخب الأمريكي انتخب رئيس أمريكا من أجل مصالح أمريكا وليس من أجل مصالح العرب.
لو كان معيار الانتخابات هو السياسة الخارجية في المنطقة العربية لما فاز أوباما لأنه خلال الأربع سنوات الماضية لم يفعل شيئاً فيما يتعلق بقضية فلسطين سوى المزيد من الدعم لإسرائيل والمزيد من استخدام (الفيتو).
ولكن السؤال الآخر هو، ماذا فعل العرب غير الانتظار ثم الربيع العربي الذي لا يزال يبحث عن هويته وعن رؤية تنقله إلى آفاق جديدة لا ترتبط بالإرث السياسي العربي المقيد بفكر الحزب الواحد المسيطر على كل شيء. ذلك الربيع لا يزال يبحث عن فكره وسياساته وأنظمته وانتخاباته التي تحوم حولها الشكوك كما كان يحدث في الماضي!
أما الانتخابات الأمريكية فلا أحد ينتظر نتائجها مثل العرب.
وقد امتعض العرب من بوش الابن لأنه تدخل بشكل سافر وامتعضوا من أوباما لأنه لا يتدخل أو يتردد في التدخل.
ومع كل انتخابات أمريكية، يؤجل العرب مشاريعهم وخططهم وقراراتهم انتظاراً لنتائج الانتخابات الأمريكية!
في ولاية الرئيس الأولى يقال إن الرئيس لا يتصرف بحرية لأنه تحت ضغط إعادة الانتخاب وبالتالي لا يستطيع ان يتصرف بحرية فلا بد من انتظار الولاية الثانية لعله يستطيع ان يفعل شيئاً.
تفاءل العرب مع أوباما في ولايته الأولى وخاب أملهم، وها هم الآن يتفاءلون من جديد، وينتظرون من جديد، فهل من جديد؟ دعونا ننتظر فقد تعودنا على انتظار وعود المرشحين للانتخابات وكانت لأوباما وعوده الخاصة التي لا نزال ننتظر تحقيقها وكان أبرز تلك الوعود وعده بحل قضية فلسطين فكانت النتيجة مزيداً من بناء المستوطنات غير الشرعية وإعلان العجز الأمريكي عن وقف ذلك، وإحالة ملف حل الدولتين إلى رف الانتظار.
وبعد ما سبق، ولأن الحالة العربية ليست في أحسن حالاتها ولأن ولاية أوباما الثانية لن تكون بعيدة عن القيود كما يعتقد بعض المحللين فإذا كان الرئيس في الولاية الثانية لا يعمل تحت ضغط إعادة الترشيح فإن الحزب يقع تحت هذا الضغط، والنتيجة أن حالة الانتظار لن تنتهي إلاّ بقرار عربي فهل يطول الانتظار؟