هل ما نحمله على أكتافنا يراه الآخرون؟
أي عبء هذا الذي نحمله ولا نراه، ونحاول أن نخفيه وأن ننكره.. لا يسعدنا أن يعرفه عنا حتى الذين يروننا كل يوم.. في عملنا.. في بيتنا.. أولادنا.. أصدقاؤنا..
أحاول أن أخرج بعض الأحمال إلى السطح.. لأراها.. وتراها..
ربما تكون معي وليست معك.. ربما أكون بمفردي في هذا الكون متميزا بها.. لأكون أكثر صدقا فإني أحاول أن أسمح لك بالتفكير.. ربما يكون طريق خير لك ولأسرتك، ولأصدقائك، ولرؤسائك ولمن يتعاملون معك ومن تعاملهم..
ربما الصورة التي تحملها وتخاف عليها وتدافع عنها.. وتقوم بتزيينها.. تعني أنك خائف منطو.. تعيش في خيال وماض لا وجود له.. تفضل أن تغضب من الناس.. وتشكو سلوكهم.. تعاطفهم..
ترمي نفسك في انطواء يؤدي بك إلى حمل ثقيل من الإحباط.. تلوم الآخرين بل يتعدى ذلك أن تبحث عن شيء تلوم نفسك عليه..
لا ترغب في أن تجازف أو تحرك عاطفتك نحو تغيير هذا النمط.. تشعر بشعور غامض نحو نفسك بأن هذا الطريق الصحيح للأمن والاستقرار..
ربما أيضا تجد لذة في أن تعيش في هذا الخيال.. ربما تعيش في حالة دراما.. طلبا للشفقة والتعاطف.. كأنك تعيش أمام لوحة كتبها أحدهم ليقدم فيلما..
تعتقد أن هذا سوف يجعلك قريبا منهم أو بعضهم.. فيهتمون ويعطفون عليك..
وهذه حالة قديمة ترجع إلى الطفولة تبكي وتفرح لتحقيق الاهتمام..
بقيت الحالة معك رغم أنك تقدمت في عمرك..
الإحساس بالتعالي.. بالتفوق.. بالروعة..
خيال ليس له من الواقع غير فقاعات..
والإنجازات عالم تعيشه وتستمتع به (يا.. بختك)..
قد يكون عندك شعور يرضيك لتفوقك..
يملأ نفسك اعتزازا بهذا التفوق الذي يعتمد على الإنجازات..
ربما يعترض طريقك بالغيرة من الآخرين.. والحقد عليهم لما وصلوا إليه..
بقدر جهدك وذكائك لأنك تريد أن تكون الأفضل وتصر على ذلك..
إذا.. خيبة الأمل قاسية..
لأن جهدك الذي يحمل أرفع المستويات لم يصل إلى المكان الذي عملت من أجله..
السعادة ما تراه أنت في داخلك.. وليس ما تعتقد أن الآخرين يرونه..
إنهم لا يضرونك ولا ينفعونك..
منهم من يدعو لك.. ومنهم من يحسدك.. ومنهم من لا تهمهم وهؤلاء الأكثر..
أحمد حسن فتيحي
نقلآ عن جريدة عكاظ