إن أول ما ينبغِي ترسيخه في قلوب الناشئة وترسى عليه قواعد التربية، عقيدة صحيحة وربطٌ للنَّشء بالله ومراقبَتِه واليقين والتوكّل عليه، عندها يصبِح المؤمن ذا همة وعزيمة وقوة إرادة، لامتلاءِ قلبِه بالإيمان واليقين، فيرجى منه النتاج، وتتحقق منه الأمال، وهذا سر امتداحِ الله تعالى لخِيرة أنبيائِه بأنهم أولو العَزم من الرسل. وقد نبه الفقهاء رحمهم الله إلى أن القائد والوالي للمسلمين ينبغي أن يكونَ من أولي العزمِ من الرجال أي: علو الهمة وقوة العزيمة والشجاعةِ النابعة من الإيمان، ومنه يعلم أيضًا سر اهتمام الأعداء بتدجين الشعوب وإغراقهم في الشهوات وتلبيسِ عقيدتهم لإحباط عزائمهم ثم استرقاقهم.