عبد الله إبراهيم الكعيد
لو كنتَ طبيعياً بالفعل لما أوجعتنا وأدميت جبين حبيبتنا الرياض. إذا كنت طبيعياً حقاً فلماذا تسلك أصعب الطرق وأخطرها للوصول إلى منازلنا؟ يبدو أنك ذلك الشيء الذي يسمونه السهل الممتنع. سهلٌ جريانك في الأنابيب لكنهم أصروا على حبسك في اسطوانات مضغوطة لتصبح كالقنابل الموقوتة قابلة للانفجار في أي وقت. العجيب أننا سادة النفط وأباطرته ثم نتأخر في إيصال الغاز للمصانع والمنازل والأفران بواسطة الأنابيب وبقية البلدان المستوردة لغازنا قد فعلت ذلك منذ أزمان طويلة.
كتبتُ هنا وقافلة الوطن تسير قبل (2294) يوماً أي بتاريخ 29 يوليو 2006م تحت عنوان ("الشاورما" لحد الباب فماذا عن الغاز) وقلتُ بالحرف الواحد: إنني شخصيّاً لا أدري من سمح لمثل هؤلاء (أقصد سائقي سيارات نقل الغاز) بهذا العرض المخيف..؟؟ وهل تم ذلك السماح لهم هكذا بلا شروط..؟؟ أعرف أن نقل المواد الملتهبة أو السامة والمتفجرة يتم عبر اشتراطات صارمة يجب توفرها في (الناقل) وفي (الناقلة) ولا يُكتفى بذلك بل يتم تحديد خط سير تلك المركبات والوقت الذي تسير فيه يتم هذا طبعا في المجتمعات التي تهتم بسلامة أرواح الناس، فما هو المانع من الاهتمام بسلامتنا هنا قبل وقوع كارثة نذرف الدموع بسببها ثم ننساها..؟؟ وحتى نحلم (أرجو أن لا يكون كحلم الضبعه) بإنشاء شبكة غاز كما هو متّبع في معظم بلدان العالم أقول لجماعة "الوقاية غاية" (أقصد الدفاع المدني) تحرّكوا قبل أن تقع الفأس في الرأس وامنعوا الخطر في مهده قبل أن... وإلا بلاش أنتم تعرفون الحكاية. بالمناسبة ما رأيك يا أخ محمّد السابر (قارىء بعث لي بشكوى) أن تتقدّموا بشكواكم التي لم تجد صدى عند البلديّة إلى المجلس البلدي الموقّر الذي لم نسمع عنه أيّ إنجاز منذ تشكيله لعلّه يفرح ويُشغل نفسه بها." انتهى
وبالفعل وقعت الكارثة وذرفنا الدموع.
الصحافة أيها السادة هي عين المجتمع ولسانه فلماذا تتجاهل الأجهزة الرسمية وغير الرسمية التحذيرات التي تردُ فيها؟؟ نحن لا نشمت بل نألم ونتألم من أجل وطن نعشقه ونُجلّه ونضعه تحت الأهداب فأرفقوا بهِ وبنا.
* محطّة القافلة:
إنهاك النفس بالحسرةِ على ما فات وبال على المُتحسّر الموجوع. فوات الفرصة لا يعني نهاية العالم بل بداية خطوة أخرى أكثر تصميما.
موضوع: الغاز الطبيعي، هل أنت حقاً طبيعيّ؟ 
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 5:45 pm
