يذكر تاريخ بلادنا أن الملك الموحد عبدالعزيز آل سعود - رحمة الله عليه - عندما قدم إلى الأحساء قاد المجتهد الشيعي الأكبر في الأحساء الشيخ موسى بوخمسين والشيخ السنّي عبداللطيف الملا - رحمة الله عليهما - الدعوة إلى التسليم لابن سعود على أن يقيم الأمن والعدل وله الولاء والتسليم.
واليوم يحاول رجل اسمه نمر النمر زعزعة هذا الأمن عبر طائفية بغيضة يستعرض فيها لغته غير عابئ ولا مدرك لعواقبها. يصنع مقاطع خطب شوهاء يمررها لغلمانه.. ينشرونها، تمتلىء بالطائفية والحقد.. لم تترك حيا أو ميتا من قباحة ودناءة عبارتها، فلما صار الناس يطالبون الحكومة بردعه أخذ يردد لهؤلاء المراهقين تفاهات يطالبهم فيها بنصرته، ولم يخشَ الله في سنهم الصغيرة ومرورهم بفترة حرجة من أعمارهم لا يدركون فيها عواقب الأمور.
إن لنا أن نطالب أهلنا في القطيف أن يسألوا أنفسهم: لم ثلاثة من أبناء هذا الرجل يدرسون الآن في أرقى الجامعات الأميركية بينما من أبناء القطيف من يتبعون أكاذيبه مضحين بمستقبلهم وحاضرهم؟
هل أبناء النمر خير من أبنائهم؟ أم إن أبناء النمر لم يقتنعوا بدعوى ممارسة التمييز ضدهم فلم يشغلهم ذلك عن التقدم كأي شباب سعوديين للابتعاث، فبادلتهم بلادهم كما تبادل كل طموح ومجتهد بالتشجيع والتقدير، فتكفلت، وهو واجبها، بإعانتهم على مستقبل مشرق؟
إن التخريب لن يذهب بهم بعيدا، فلقد سبقهم العديدون في بلاد تعد رائدة في مجال الحريات كأميركا وفرنسا وبريطانيا، وواجهته كما تواجه أعداءها في الحروب، ففي أميركا سنة 1992م قام بعض سكان لوس أنجلوس بعمليات تخريب واسعة إثر أحداث درامية، فأنزلت الحكومة الأميركية الحرس الوطني الأميركي - وهو أشد جنود أميركا ضراوة وشدة - فالتقط المخربين من الشوارع وحاكمهم أمام مرأى العالم، وحقق لمن ظاهر مظاهرات سلمية مطالبهم.
إن سلب الناس قوام حياتهم ـ وهو الأمن ـ يعد جريمة عظيمة، وإن تهذيب هؤلاء الصبية -وبالتالي عودة الأمن - واجب على الدولة وآبائهم وكبار منطقة القطيف، ولا شك في أن حديث الشيخ حسن النمر الموسوي في "تويتر" ورفضه بل رفض كثير من رجال القطيف لما يحدث لهو المتوقع من العقلاء.. لذا ننتظر أن تجتمع حكومتنا مع هؤلاء وتجد معهم حلاً لهذه الإشكالية، وإننا نتوقع نجاح ذلك، فقد سبق للسياسة السعودية أن احتوت بحكمتها وحنكة رجالها ما هو أعظم مما يحدث اليوم.
عزة السبيعي
نقلا عن جريدة الوطن