د.صفوق الشمري
عندما أطلق الصحفي الشهير في الواشنطن بوست ديفيد اغناتوس على الأمير سعود الفيصل لقب حكيم العالم العربي وهو الصحفي المعروف عنه عدم المجاملة فإنه لم يبالغ فقد كان موضوعياً في حكمه .
عندما ترى هذه الموجة من الحب العارم في وسائل التواصل الاجتماعي سواء أكانت سؤالا ام استبشارا بعودة الامير سعود الفيصل لممارسة مهامه بعد رحلة العلاج والنقاهة تدرك مدى حجم معزة وعشق وود السعوديين لسعود!
إن الكتابة عن مدرسة كسعود الفيصل ممتعة لكن في نفس الوقت صعبة ! هي كعزف السمفونية تحتاج الى الكثير من الاتقان لكي يخرج اللحن جميلا خصوصا إن كل من عاشرَ او عمل مع الامير سعود يدرك جمال هذا اللحن !
تحتار الكلمات أتبدأ من سعود الفيصل السياسي المحنك الذي انشأ منهجا فريدا في السياسة الخارجية فهو الرجل الصريح في كلماته لدرجة حيرت كثيرا من السياسين حول العالم وهو الذي يصل الى الهدف بأقصر الطرق المستقيمة في وسط سياسة دولية تعتمد على المنحنيات والدوائر!
يعرف ماذا يريد! واين يصل به النقاش والمفاوضات! وله القدرة على التقاط الرسائل المخفية في الحوار والرد عليها بخفاء اكثر وتناسق فريد!
المعروف عالميا ان الامير سعود الفيصل صاحب اطول خبرة لوزير في السياسة الخارجية وهذا راكم لديه خبرات مهولة وتجارب استثنائية لكن ما لا يعرفه الا القليل ان الامير سعود رغم كل هذه الخبرة فإنه لا يستكين لها فقط بل يقوم بمراجعة الامور بانضباط ودقة وحرص، ويراجعها بنفسه عدة مرات وكأنها جديدة رغم انه قد مرّ بها سابقا ويعطي الامور اهميتها ويضرب دائما معنى الالتزام لمن حوله!
ورغم جسامة وجدية المهام التي يشغلها الا ان ذلك لم يفقده روح المرح ! فهو من وقت الى آخر يلطف الاجواء باجتماعاته بتعليقاته الذكيه المرحة التي تريح محاوريه وايضا فريقه !
كل من حاور او قابل الامير سعود يخرج بانطباع ايجابي حتى لو كانت نتيجة اللقاء فيها تباين في وجهات النظر!
احدى الميزات الجميلة للامير سعود انه معلم قدير لمن حوله فطباعه تنطبع على شخصيات فريقه ! لا أذيع سرا إن قلت بأن كثيرا من دبلوماسيينا الذين قابلتهم حول العالم وشعرت فيهم تميزا في الطرح او المعاملة كنت أسألهم عن تميزهم فكانوا يردون (من يشتغل مع سعود الفيصل يتعلم!)
اما سعود الانسان فهو عالم لا يقل روعة عن سعود السياسي! هو الرجل الذي تكون آخر اولوياته المجد الشخصي تصل الى درجة انكار الذات من اجل الوصول شبه الكمال في العمل والانجاز !
كل من حوله يسعد بالعمل معه رغم ان الجميع يعرف ان مع الامير سعود العمل لا ينتهي ولايحده وقت !
متواضع لأبعد الحدود! من الممكن ان يمر عليه الوقت الطويل وهو في خضم العمل ويسد رمقه بسندويشات بسيطة !
واسع المدارك ونهم في القراة وفي عدة مجالات ! وكما هي عادته تأثيره كالسحر ينتشر لمن حوله وكمثال من المواقف التي تثير الاهتمام عندما قابلت الامير خالد بن سعود مساعد وزير الخارجية وهو السياسي الذكي ومعروف انه احد مصادر الثقة للامير سعود صراحة انبهرت من معلومات الامير خالد في مجال مختلف كليا عن السياسة. وذكر تفاصيل لا يلمّ بها الا الخبراء في هذا المجال الطبي! وهذا نموذج لما يجب ان يكون عليه السياسي الناجح ومن إلمامه في كل المجالات او كما يقال من كل بحر قطرة.
أما معالي الدكتور يوسف السعدون فمن النادر ان تجد في اي وزارة حكومية له مثيلا! رجل يخجلك جدا من تواضعه وابتسامته الدائمة، ورجل تشعر بالارتياح بمجرد مشاهدته!
عندما كنا ندرس بالخارج وكنا نسمع من الزملاء الدبلوماسيين في عدة سفارات كان هناك إجماع تام على محبة الدكتور السعدون من جميع الدبلوماسيين في اكثر من سفارة ! (والناس شهود الارض ولا يجتمعون على خطأ) لكن عندما تقابله تجد ان كل ما قيل فيه لا يعطيه حقه ! رجل تشعر انه كالشمعة يحترق لخدمة وطنه وابناء وطنه جميعهم سواسية عنده يعتبرهم إما ابناء او اخوانا له.
صاحب طموح كبير، وأهداف اكبر لخدمة البلد.
موضوع: عدتَ يا حكيم العرب والعود أحمد ! 
الإثنين نوفمبر 12, 2012 5:39 pm
