محمد الرشيدي
بينما الجميع ينتظر انطلاق قناة العرب خلال الفترة القادمة والتي يمتلكها الأمير الوليد بن طلال، لازال الكثير من العاملين بالتلفزيون والإذاعة ينتظرون البداية الفعلية لقيام هيئة الاذاعة والتلفزيون السعودية بعد أن تم اختيار رئيسها، فخلال لقاءاتي المتعددة مع العديد من الزملاء بالاذاعة والتلفزيون اجد فيهم روح التفاؤل للمرحلة القادمة التي كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر بعد ان أثرت البيروقراطية على أداء التلفزيون تحديداً وتسببت في نفور المشاهد منه، ومصدر تفاؤل الكثير منهم اسناد المهمة الكبير لزميلهم في التلفزيون اولا والوزارة ايضا الاستاذ عبدالرحمن الهزاع كونه يعرف الكثير والكثير عن الاسرار الخاصة بتدهور قنواتنا الرسمية بشكل لافت للانتباه.
فلا اعتقد عند بدء الهيئة اعمالها ان نشاهد فقرة كاملة على سبيل المثال يوم السبت الماضي وفي تمام الساعة الثامنة صباحا وتحديدا ببرنامج صباح السعودية تتحدث هذه الفقرة عن الهزات الارضية ولقاء مع بروفسور متخصص بهذا الشأن، في وقت يثير الاستغراب بالفعل من حيث التوقيت والموضوع، والحال كذلك عند فترة الظهيرة تجد ان القناة وبكل صراحة تتحول الى قناة شامية بالتقديم وفقرات المطبخ ولا يوجد من ملامح قناتنا السعودية إلا الشعار في اعلى الشاشة، فالكثير من القنوات حتى ذات الامكانيات العادية والبسيطة باتت افضل بكثير من وضعنا الحالي، وكل هذه السلبيات التي تصدمنا في الوقت الحاضر اعي واتفهم ان الزميل الهزاع بتقبله للنقد ونظرته المستقبلية للتطور سوف ينقلنا لمرحلة تلفزيونية اكثر اشراقاً، تجذب المعلن لأهم قناة يمكن ان تكون مشاهدة بشكل افضل بالمنطقة، لو تم التعامل معها بحرفية، رغم ان التركة كبيرة وروح الموظف المحدد بعمل معين ستكون طاغية على عقليات الكثيرين، ممن اتخذ التلفزيون وظيفة روتينية مثلها مثل اي ادارة صادر ووارد في دائرة حكومية!.
ما بين الهيئة وقناة العرب تحديات اذا لم تكن حافلة بالتجديد فلن يشفع لهما حضورهما حتى بأكبر الإمكانيات للحصول على ثقة المشاهد، الذي بات امام خيارات متعددة وذات تفاعل اسرع واجدى، فالفضائيات بصفة عامة سقطت مؤخرا في تجربة مثيرة مع هواة الاعلام الجديد، فبينما كانت القنوات السعودية غائبة عن المشهد بصورة سريعة، وجدنا قناة العربية تعلن عن عدم وجود ضحايا بالانفجار والشباب السعودي الهاوي يتداول عبر تويتر حجم الكارثة وصوراً مؤثرة للضحايا، فهل تكون قناة العرب اضافة جديدة للمشهد الفضائي المتخم بالتنافس الفضائي، ام تكون صورة مكررة واحيانا بالاستعانة بوجوه مكررة ويصبح المشاهد مركزا على شاشة جواله وليس على القناة الفضائية، حتى لو كانت قارئة النشرة من فاتنات القنوات الفضائية المعروفات!.