شبكة الاخلاص الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة الاخلاص الاسلامية

منتدي اسلامي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 منافع الحج (2) .. مشاعرك تدفعك للإنجاز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساعد وطني




المساهمات : 1248
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
الموقع : K.S.A

منافع الحج (2) .. مشاعرك تدفعك للإنجاز Empty
مُساهمةموضوع: منافع الحج (2) .. مشاعرك تدفعك للإنجاز   منافع الحج (2) .. مشاعرك تدفعك للإنجاز Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 24, 2012 1:27 am

د. محمد بن يحيى آل مفرح
مدهاس الرشيدي يبلغ من العمر 124 عاماً أكمل الحجّ للمرة الـ 60 في عام 1428هـ، مؤكداً أن كل مرة يحج فيها يشعر بطمأنينة وراحة بال أكثر.. فما الذي دفعه لتحمل كل هذه المشقة؟
الحجّ ليس مجرد رحلة عفوية يبدّد فيها المسلم وقته وجهده وماله، ولكنه رحلة إيمانية تتجلَّى فيها الفوائد والمنافع التي لا حصر لها.. وقد أشرنا في مقالنا السابق إلى أن أهم ما يميز رحلة الحجّ وجود هدف محدد بخطة مفصّلة.. وأن من منافع الحجّ أن يتعلم كل فرد أن يطبق ذلك في رحلة حياته الممتدة بتوفيق الله.. فلا يسير إلا وأهدافه واضحة وأعماله محددة حتى يصل إلى أفضل النتائج بتوفيق الله تعالى.
ورغم ذلك فالأهداف ليست سهلة المنال.. إلا إذا كان هناك دافع يقودك إليها بشكل دائم.. وحتى لا يذهب البعض بعيداً وهو يبحث عن الدافع.. نقول إن الدافع يجب أن يأتي من مشاعرك.. لنقرأ دعوات سيدنا إبراهيم الخليل وهو يناجي ربه فيقول: «رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَِّتِي بوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيِتْكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ..» قال فاجعل أفئدة.. إنها رحلة أرواح منقادة تنجذب لبيت المحبوب. ولذا لا تتعجب حين تسمع أن بعض السابقين حجوا عدة مرات رغم المشاق والصعاب.. لأن مشاعرهم كانت تحركهم.
إذا خرجت إلى الحج فأنت من حين خروجك من بيتك إلى أن تقضي مناسك الحج فأنت تحصل على مكاسب بشكل أو بآخر.. قال النبي - عليه السلام: أما خروجك من بيتك تؤمّ البيت الحرام، فإن لك بكلِّ وطأة تطؤها راحلتك، يكتبُ الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله - عز وجل - ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثاً غبراً من كلّ فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوباً غسلها الله عنك.. وأما رميك الجمار فإنه مدخورٌ لك، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك».
في سبيل تحقيق ذلك يتحمل الحاج الكثير من الصعوبات والمشاق.. فالإحرام يتطلب التجرد من المخيط وترك الطيب والجماع والصيد وغيرها، ومشاق السفر والتنقل والنزول في عدة منازل بين منى وعرفات ومزدلفة، ومشاق العبادات التي منها الطواف والسعي بين الجموع.. كل هذه المواقف المتتابعة قد تفتّ في عضد الحاج فيقصر جهده عن بلوغ هدفه.. وهنا تماماً تبرز الحاجة لقوة الدافع الذاتي الذي يوصلك إلى الهدف، فحب الله يدفعك.. وحلاوة الإيمان تحركك.. والرغبة في الجنة تلامس شغاف قلبك.. لتتولد طاقة دافعة تكسر كل العقبات.
وحتى تساعدك مشاعرك يجب أن يكون الهدف منطقياً ومقدوراً عليه مع شيء من الطموح للأفضل.. فالحج يجب مع الاستطاعة «وَللّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبيِلاً»، «(97) سورة آل عمران».. إن مشاعرك تدفعك نحو الأهداف التي تعلم من قرارة نفسك أنك قادر على تحقيقها.
أنت تذهب للحج تدفعك مشاعر قيامك بأفضل عمل.. وليس أي عمل.. تدبر جوابه - صلى الله عليه وسلم - لما سئل» أي الأعمال أفضل؟ فقال «إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا؟ قال «الجهاد في سبيل الله، قيل ثم ماذا؟ قال الحج المبرور» رواه النسائي وصححه الألباني.. وأنت حين تسير في تحقيق هدف تعلم أنه الأفضل.. فأي مشاعر تدفعك لإنجازه.. وفي رواية: «ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى: قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلاً خرج بنفسه وما له فلم يرجع من ذلك بشيء» حسنه الألباني. لذا عليك فعلاً أن تختار أفضل الأهداف وأشرف الأعمال حتى تساعدك مشاعرك على تجاوز العقبات الحتملة.
موسم الحجّ يؤدي إلى تنمية الشعور الذاتي بالعِزةٍ والفخر والانتماء إلى هذه الأُمة العظيمة من خلال المُشاركة الفاعلة ميدانياً ووجدانياً في هذه المناسبة الإسلامية العظيمة التي يلتقي فيها أبناء الإسلام من مشارق الأرض ومغاربها في مكانٍ واحدٍ وزمانٍ واحدٍ، لغايةٍ واحدةٍ.. أكبر مؤتمرٍ في العالم لخير أُمةٍ أُخرجت للناس.. هذا الشعور يرفع من مستوى ثقة الفرد بنفسه فينطلق نحو أهداف وسلوكيات وحياة أفضل.. ملايين البشر يشاركونك التوجه.. والقناعة.. والفكرة.. والسلوك.. إذن لديك الخير والاطمئنان الكافي لتعيش سعيدا وتحقق أهدافاً نبيلة.
في تجربة جميلة.. وضعت سمكة في حوض زجاجي ووضُع في الطرف الآخر طعام.. ووضع بين السمكة وطعامها حاجز غير مرئي يُسبب ألماً خفيفاً بسبب تيار كهربائي.. وعندما توجهت السمكة للطعام شعرت بالألم فعادت، ثم كررت المحاولة عدة مرات وكانت تعود في كل مرة لشعورها بالألم.. فلما اشتدّ شعور السمكة بالجوع انطلقت بكلّ قوتها نحو الجانب الآخر من الحوض ووصلت إلى الطعام.. لأن قوة الشعور بالجوع والرغبة في الأكل ولدتْ دافعاً مكّنها من تجاوز كل العقبات والألم.
إن قدرتنا على توجيه مشاعرنا نحو أهدافنا تجعل منا أناساً منتجين ومنجزين.. وهذه منفعة عظيمة تظهر لنا في الحجّ الذي يبيّن للمسلم أنه قادر على توجيه مشاعره لتكون دافعاً نحو إنجاز تطلعاته.. وإذا تمكن المرء فعلاً من إدارة وتوجيه مشاعره.. سيتمكن من بناء شخصيته الجادة.. وهذا موضوعنا القادم - بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ksa.amn
 
منافع الحج (2) .. مشاعرك تدفعك للإنجاز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منافع الحج 6 انطلاقة جديدة
» منافع الحج 5.. حقيقة الروابط الإيجابية
» منافع الحج 3 .. بناء الشخصية الجادة
» منافع الحج (1).. هدف يقود رحلة الحياة
» منافع الحج 4.. ورشة عمل اكتساب السلوكيات الرفيعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الاخلاص الاسلامية :: منتـدى الإخـلاص الأدبــــــي-
انتقل الى: