عبدالغني بن ناجي القش
بداية أجد من الواجب المتحتم ازجاء التهنئة لقيادتنا الرشيدة وللشعب السعودي على ما من الله به من نعم على هذه البلاد، ومنها احتضان وفد الله الذي يقدم سنويًا للحج. وهو شرف عظيم لكل من ينتمي لهذه البلاد زادها الله رفعة ومكانة.
ومن منطلق الحرص على الوصول لأعلى درجات الرقي في التنظيم المتقن والخدمة المقدمة فإنه جدير بالحكماء أن يقفوا مع نهاية هذا الموسم العظيم وقفات للمراجعة، لقياس مستوى الجودة، ولعلِّي أشارك ببعض الوقفات التي أحسب أنها من الأهمية بمكان، ومن ذلك:
* قبل كل شيء لابد من إجراءات دقيقة يُعلن من خلالها العدد الذي أدى الحج، فأنت تقرأ تناقضات وتضارب في الأعداد ولنستعرض سويا - أيها القارئ العزيز- الأعداد التي تم نشرها عبر صحافتنا: أكثر من 3.1 مليون، 3.47 مليون، 3.675 مليون وأخيرا 4 مليون حاج!، فلماذا حدث هذا التضارب حول عدد الحجيج؟! ويبقى تأكيد سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا هو الفيصل في هذا الصدد، حيث ذكر أن العدد 3.1 مليون حاج..!
* أعداد المفترشين، وأحسب أنها وصلت هذا العام إلى أرقام قياسية، وقد تم الإفصاح عن ذلك، وهو ما أحدث اندهاشًا لدى المتابعين وأظهر تساؤلًا عن كيفية دخول هؤلاء إلى المشاعر المقدسة؟!
* فيما يتعلق بالافتراش وما يعتريه من تساؤلات فأجد أن من الحلول قيام ثلاث أو أربع شركات وطنية مساهمة تُعنى بالحج، بمعنى أنها تكون على شكل أسهم وتدعمها الدولة، بحيثُ يكون الحج في متناول الجميع من حيث الأسعار؛ لأن من المعلوم أن هؤلاء إنما لجأوا للافتراش وقبله للهروب لأن الأسعار باتت خيالية وأصبحوا لا يطيقونها.
* يدور تساؤل كبير حول أسعار الحملات، من حيث التفاوت والمبالغة المقيتة، وهنا أشير إلى ما تم نشره في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية من أن حملات الـ VIP بدأت من 120 ألفا حتى بلغت 350 ألف ريال للفرد الواحد!، وأما الحملات العادية فقد تراوحت من 7 إلى 70 ألف ريال، فأين دور الرقيب والحسيب؟!
* أعجبني تصريح معالي أمين مكة عندما اعترف بوجود كم كبير من النفايات، وأرجع السبب إلى عدم قدرة الآليات للوصول لبعض الأماكن، وهنا أجد من باب الشفافية الرد لأقول: إن من الواجب إيجاد طريقة لجمع تلك النفايات من خلال أنابيب في كل مخيم والابتعاد عن التقليدية، فهي مكلفة وغير عملية، والظاهرة تتكرر سنويا!
* وقفة أخيرة:
كم يتمنى المتابع أن تتوفر لدى مراكز التفويج التقنيات الحديثة، «فالماسح الضوئي والأشعة للعابرين» طرق يمكن من خلالها ضبط عملية التفويج، وتيسيرها بسهولة تامة وبدون استخدام أعداد بشرية كبيرة، وسيتلاشى معها منظر التكدس الهائل للمركبات، فهل تتحقق تلك الأمنيات؟!