رؤى صبري
الحياة كالسوق في المعاملات الإنسانية، فهناك أناس يملكون أخلاقا جيدة ثمنها غال مثلها مثل البضاعة الثمينة، وآخرون يوجد لديهم القليل ليبيعوه ولا يستطيعون أن يشتروا شيئا، وشريحة أخرى لا يفهمون في البيع ولا في الشراء.
وبالطبع لا داعي للقول أن سوق الحياة تباع وتشترى فيه مختلف الخصال ذات العلاقة بالأخلاق «الصدق، الكذب، الغش، النفاق والكرم» وغيرها، لكن كثيرا من تجار الأخلاق يجهلون أن سوق الحياة يختلف عن سوق البضائع.
فالمداولات هنا مختلفة فالكذب الذي يبيعه يوما على أحد الأشخاص سيأتي يوم ما ويشتريه من شخص آخر، دون أن يعلم ذلك وهذا ينطبق على كل الأخلاق والمعاملات الأخرى الذي يتجاهلها الناس ويقللون من قيمتها.
وغالبا ما نجد الناس ذوي الأخلاق السيئة يعانون عقدا نفسية لا حصر لها، ولذلك تمتد سوء معاملاتهم لدرجات لا يتصورها العقل، لدرجة يتساءل فيها الإنسان عن مدى حماقة هؤلاء البشر وابتعادهم عن مكارم الأخلاق، بل وإيغالهم في تجاهل تعليمات الأديان السماوية التي حثت على الالتزام بالأخلاق وحسن المعاملة.
والغريب أن الإنسان يتجبر، ويصاب بالغرور خصوصا إذا أصابته حالة من حسن الحال، ويصبح مستبدا، دون وعي بأن ما يحصل معه هو تماما ما يمر به تاجر فاجر يبيع السلع بضعف ثمنها، إلى أن يأتي اليوم الذي تبور فيه بضاعته ويعود خالي الكفين..
ولذلك علينا دائما عدم نسيان أن الحياة هي أكبر سوق دولي للمعاملات الإنسانية وهو السوق الوحيد الذي تشتري فيه ما تبيعه بالثمن نفسه أو بدون ثمن أو بسعر غال جدا.