شبكة الاخلاص الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة الاخلاص الاسلامية

منتدي اسلامي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من الذي يبحث عن رزقه في الدخان؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساعد وطني




المساهمات : 1248
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
الموقع : K.S.A

من الذي يبحث عن رزقه في الدخان؟  Empty
مُساهمةموضوع: من الذي يبحث عن رزقه في الدخان؟    من الذي يبحث عن رزقه في الدخان؟  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 04, 2012 5:27 pm

د. مطلق سعود المطيري

لا يستغل الظرف الاستثنائي، إلا الإنسان الاستثنائي، الذي يبحث دائما عن مناسبة سعيدة أو كارثة مأساوية لكي يمارس فعله الاستثنائي، فمروج المخدرات رجل استثنائي بطبيعته وسلوكه، جعل حياة ضحاياه استثناء من الحياة نفسها، فمثل هذا الإنسان غير السوي في طبيعته التي تطبعت على الإجرام له في الاستثناء حياة، يحرص أن يكون وجوده دائما في ارتباكات الظروف واستثناءاتها، فأحوال الطقس إن تشكلت في مسار يخالف المعتاد منها – مثل الغبار أو الأمطار الغزيرة التي تمنع حركة السير – تكون للمروج من أفضل الأوقات التي لا تجود بها دائما الايام عليه فإن عمي الدرب أضاءت له بصيرته المنحرفة طريق إجرامه .. وقس على ذلك كل صاحب سلوك منحرف سواء كان لصا يسطو على المنازل والمتاجر أو النصاب الذي نراه في كل الوجوه التي في الدنيا ما عدا وجهه الحقيقي، والمرتشي الذي جعل كل مسؤولية عامة تقع تحت يديه ملكية خاصة حدد لها سعرا وظرفا استثنائيا يدفع له فيه، جميع هؤلاء كلما كانت الظروف مستثناة راجت بضاعتهم، وتكثف حضورهم، وهم بهذا يتبعون حكمة شيخهم القديم الذي قال: "ابحث عن الرزق بأطراف العجاج" والصح ابحث عن جريمتك في مأساة الآخرين.

كان انفجار شرق الرياض الخميس الفائت حدثا استثنائيا مغريا لأصحاب السلوك الاستثنائي الذين انطلقوا مع أول هزة للانفجار ليمارسوا مهنتهم المستثناة من كل قيمة محترمة وسلوك شريف، هؤلاء الخسة جعلوا من مأساة الانفجار وجثث الضحايا مكسبا لجيوبهم القذرة، وأي نفس هذه التي تقبل أن تنهش الأجساد المتفحمة وتشرب من دماء المأساة شرابا لو يقارن بالسم لكان السم أطهر وأنقى، ولكنه الاستثناء الذي يجب أن نتعامل معه كاستثناء، فعل مغاير لطبيعة البشر لا نشاهده إلا في الكوارث.. فهذه طبيعة بشر يبحثون عن المآسي ليقدموا لنا أبشع صورة يمكن أن ترى فيها الإنسان، وليس سلوكهم هو نتيجة طبيعة للكارثة أي إن الكارثة هي التي حولتهم من طبيعتهم السوية الى مجرمين، بل إن الإجرام ولد معهم ان لم يسبق ميلادهم.

والمأساة التي نتجت عن مأساة الانفجار هي تصوير الشباب السعودي وكأنه من مستثمري المآسي فقد كتب أكثر من كاتب عن مشاهد السرقات وكأن من حضر لموقع الانفجار حضر بدافع السرقة، والكارثة ان بعض وسائل الإعلام الدولية نقلت كتابات بعض الكتاب لتثبت مشهدا كانت تنتظر حدوثه، السرقة حضرت في المشهد ولا مجال لإنكارها ووثقت بالصور، ولكن الحدث الذي يقدم طبيعة شبابنا لم يكن حدثا حاضرا في الفضاء الاعلامي، وغاب عن المشهد العام تماما، وكأنه لم يحدث، المشهد الشريف هو تسابق شبابنا للتبرع بالدم، وهبوا دماءهم لضحايا الانفجار وبأعداد تفوق المعدلات الطبيعية المعتادة في مثل هذه الظروف، حتى إن إدارة مستشفى الحرس الوطني اعتذرت للغالبية منهم لاكتفاء حاجتها من الدم بسبب ما وصلها من كميات كبيرة من دم شبابنا الشريف.

إن كان الإجرام حدثا استثنائيا في حياتنا، فإن عطاء شباب الوطن لم يكن حدثا استثنائيا ولكنه حدث طبيعي أثبتته أفعالهم النبيلة في الكوارث، وتلبيتهم لكل دعوات الوطن إن اشتد الظرف ودعاهم، تلبية تدوس بأقدامها كل فعل استثنائي محتقر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ksa.amn
 
من الذي يبحث عن رزقه في الدخان؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قابيل.. ما زال يبحث عن هابيل ليرديه قتيلا!
» التعليم الذي نحتاجه
» مصر والسعودية ... من الذي أغاظتْه المصالحة؟!
» «الواحد في المائة» الذي لا يستحق
» الجوال الذي يحمله الطفل.. أين التوعية؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الاخلاص الاسلامية :: منتدى الاخـلاص العــــام-
انتقل الى: