عابد خزندار
أصبحت عندي الآن هوية، أصبحت في قائمة الأحرار، يا أيها الأحرار خذوني معكم إلى عالم الحرية، عالم بلا استعباد أو تبعية، وهذا ما أصبحت تقوله وتردده المرأة السعودية بعد أن قرر مجلس الشورى غصبا عنه منح المرأة الحق في أن تكون لها بطاقة شخصية، وهذه البطاقة ليست قطعة بلاستيكية، أو ورقة كرتونية موشحة بالصورة الفوتوغرافية، وهي ليست كبطاقة الرجل مجرد تعريف شخصي، إنها الجواز إلى عالم الحرية والاستقلال الشخصي، ومن الآن عاجلا أو آجلا، ستمتلك المرأة الحق في تقرير مصيرها، ومسار الحياة التي ستعيشها، وهذا سيحدث سواء أراد الرجل، أبا أو زوجا أو أخا، أو لم يرد فهذا حدث في كل بلاد العالم من قبلنا، ومن حولنا، ونحن الآن نعيش في عصر العولمة حيث أصبح العالم قرية صغيرة، وليس جزرا تفصل بينها مئات الأميال، فالمرأة - حتى في بلادنا - أصبحت وزيرة ووكيلة وزارة وعضوا في مجلس الشورى، والغرف التجارية والصناعية، والمجالس المدنية، وأصبحت تقف أمام القضاء كشخصية مستقلة، سواء عن نفسها، أو ممثلة بمحامية من جنسها، ولن يفرض عليها أحد أبا أو أخا الزوج الذي سيشاركها حياتها، كما لن يفرض عليها أحد نوع العمل الذي تختاره، أو المهنة التي تتناسب ورغبتها، ولن يعترض أحد على ذلك، فقد أثبتت قدرتها في كل المجالات التي اقتحمتها، بما في ذلك الطب والهندسة والحاسب الآلي، وقريبا ستخترق عالم الفضاء، وباختصار ان كل ما يفعله الرجل تستطيع أن تفعله المرأة، وليس في كل هذا خروج أو مروق، بل تحرر من تقاليد عثمانلية بالية، والقافلة ستسير ولن يتوقف مسيرها بإذن الله، وإذا قيل لي كما يقال إذا أثير هذا الموضوع: هل ترضى هذا لابنتك؟ فإني أقول لهم إن ابنتي الكبرى مديرة لمعهد العالم العربي بباريس وابنتي الصغرى تدّرس التراث المعماري والمدني في أعرق جامعة فرنسية وهي جامعة السربون، وسيظهر لها كتاب باللغة الفرنسية في هذا الموضوع.