جذور الثقافة والفكر لدى الملك عبدالعزيز :
ولد الملك عبدالعزيز في الرياض ، ليلة العاشر من شهر ذي الحجة عام 1293هـ / 1876م على الراجح من الأقوال ، ونشأ وترعرع بين ظهراني أسرة عريقة في المجد والسؤدد ، ومتسنمة لذرى الشرف والنبل ، ومشرئبة صعداً في سماء القيم والمثل العليا، ولها الحظ الوافر من الدين والعلم والفضل والكرم ، والالتزام بأحكام الشريعة الغراء ، ومؤازرة للدعوة إلى العقيدة الصحيحة التي جدد الدعوة إليها العالم الجليل الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ولا غرو في ذلك فأبوه الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود([i][1]) ، وأمه من خيرة النساء ديناً وعقلاً وأصلاً([ii][2])، وقد فتح الملك عبدالعزيز عينيه في هذه البيئة التي يفوح أريجها بالأمجاد ، والصور الرائعة من البطولة والفروسية ، والقيم الإسلامية ، والشيم العربية الأصيلة ، وكان لهذه البيئة الأثر الواضح في مسيرة صقر الجزيرة ، حيث عني به والده منذ نعومة أظفاره ، وكذلك والدته كان لها فضل كبير في توجيهه إلى أن توفيت عام 1327هـ رحمها الله([iii][3])، وفي وقت مبكر عهد به والده إلى من يتولى تعليمه، إذ تتلمذ وهو في السادسة من عمره على شيخ من أهل الخرج، كان مقيماً في الرياض، وهو القاضي الشيخ عبدالله الخرجي، فدرس عليه مبادئ القراءة والكتابة ، وواصل معه قراءة القرآن، وحفظ بعض سوره ، غير أنه أراد أن ينهل من معين القرآن ما يروي عطشه ، وحصل له ذلك حين تيسر له قراءة القرآن، وختمه على الشيخ محمد بن مرحوم المعروف بابن مصيبيح([iv][4]) .
وقد اضطرته ظروف نشأته إلى أن يعيش " حياة البادية ويجاري أبناءها في احتمال مكـاره العيش والصبر على الظمأ والجوع والتعب، وافترش الأرض، والتحف السماء"([v][5])، كما اتجه إلى الفروسية ، ومشاركة والده في شؤون الحكم؛ إذ وجد " نفسه في مقتبل عمره يدخل في المفاوضات ، ويقوم بالسفارات ، ويألف خشونة الحياة، ويختبر تقلبات الزمن وطباع الناس "([vi][6])، وقد تطلع في ريعان شبابه إلى إعادة ملك آبائه وأجداده، واقتضاه هذا الأمر حروباً عديدة ، انتهت بالنصر المؤزر، وقيام الكيان الكبير المملكة العربية السعودية دولة فتية قوية البنيان راسخة الأركان .
وعلى الرغم من ظروف النشأة التي صاحبت كفاح الملك عبدالعزيز ونضاله في إرساء دعائم الدولة ، إلا أن هاجس التزود من المعرفة والثقافة ظل شغله الشاغل ، ويمكن للباحث المتأمل أدراك أن مسيرة التجربة الثقافيــة والفكرية لدى الملك عبدالعزيز – رحمه الله – كانت ذات صلة وشيجة بالبيئة التي نشأ فيها حيث أمضى مدة من عمره يستنير بتوجيهات والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل الذي يعد شخصية مرموقة في الأسرة يتمتع بصفات قيادية وخبرة ، ومزاولة بصيرة بشؤون الحكم والقيادة ، إلى جانب الفقه والعلم بأحوال العرب وتاريخهم ، وقد عركته تقلبات الأحوال والفتن ، وظل في خضمها شامخ الرأس ، صلب العود ، قوي البأس ، معتزاً بدينه وعروبته ، وما يتمتع به من قيم ومثل عليا ، جعلته في أحلك الظروف يأبى عرض الدولة العثمانية في مدِّ يد المساعدة ، كما رفض اللجوء إلى الحماية البريطانية ، وفي معترك الأحداث وتقلباتها اتجه الأب الرائد المصلح إلى العناية بأبنائه وتوجيههم التوجيه السديد ، وأذكى فيهم عبق تاريخ أبائهم وأجدادهم ، وما يحفل به من أمجاد ، وبرز منهم ابنه البار عبدالعزيز الذي لمح فيه والده مخايل النجابة ، وحب المغامرة ، وروح الفداء ، والاعتزاز بدينه وعقيدته ، وماضيه التليد مع التطلع إلى المستقبل المجيد ، فسلمه دفة القيادة ، واستطاع – بتوفيق الله – أن يقود السفينة ويرسو بها في بر الأمان والرقي والحضارة، وقد درج آباؤه على بث الوعي بين أبنائهم ، كما حرصوا على التزود من المعرفة والثقافة والفكر عن طريق مجالسة العلماء ، والإفادة من علمهم ، والقراءة الراتبة في كتب العقيدة والعلوم الشرعية من خلال المجالس اليومية التي تعقد خصيصاً لذلك ، وهذا المنهج توارثه الآباء عن الأجداد في الأسرة السعودية الحاكمة، وكان من بينهم من جمع بين العلم والمعرفة، والسلطان والحكم من مثل الإمام سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله – (1218–1229هـ) " الذي كان من العلماء العاملين ، وعالماً في التوحيد والفقه وأصوله ، والحديث والتفسير ، وبصيراً بحل المسائل الشرعية ، وله ذكاء غريب نادر ، لم تصرفه الغزوات المتتابعة عن طلب العلم وتحصيل الثقافة ، بل كان يعطي كلاً من العلم والجهاد ما يستحق من الاهتمام "([vii][7])، وقد وضع الملك عبدالعزيز هذا النهج القويم نصب عينيه ، فحرص على أن يثقف نفسه بنفسه ، وينهل من موارد العلم والمعرفة والثقافة على اختلاف صنوفها ، جالس العلماء ، وأفاد من علمهم ، وقرأ الكتب المفيدة ، واتخذ مجالس راتبة يومية للقراءة ، وخالط أهل الرأي والحنكة والمشورة والفكر النير ، والدهاء والحكمة ، واجتمع في شخصه صفوة ما في ذلك كله ، وتظافرت عوامل عديدة على تكوين شخصيته الثقافية والفكرية ، ولم يقتصر في ذلك على منبع واحد ، أو مدرسة بعينها ، ولكنه فتح لنفسه مجالاً رحباً للتلقي من منابع عديدة ، تتلاءم مع حبه الطبعي للاستطلاع ، وميله الفطري إلى المعرفة، مما جعله يتخذ نهجاً خاصاً منظماً يتفق مع وقته وأعبائه الجسام ، والتزم به ، على الرغم مما يثقل كاهله من مهام بناء كيان الدولة ومسؤولياتها، ويمكن أن نلقي الضوء على أهم معالم الثقافة والفكر وأسسها ومنابعها لدى الملك عبدالعزيز – رحمه الله – فيما يأتي :
أولاً : أسس الثقافة والفكر ومنابعها :
تعددت الأسس والمنابع التي كان لها تأثير واضح في تكوين شخصية الملك عبدالعزيز الثقافية والفكرية كما مر معنا، ويمكن أن نتبينها فيما يأتي :
أ– القرآن الكريم والعناية به :
نشأ الملك عبدالعزيز في بيت يحرص على تلاوة القرآن وحفظه وتدبره ، والالتزام بهديه وتوجيهاته وأحكامه ، فلا غرابة إذن أن يتجه في مقتبل العمر وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة إلى بعض المشايخ المؤهلين لتعليم المتعطشين إلى قراءة كتاب الله وحفظه على الوجه الصحيح ، وتشير بعض المصادر إلى شيخين توليا مهمة تعليمه القرآن، وهما الشيخ عبدالله بن محمد الخرجي من أهل الخرج ، ويبدو أنه من العلماء المعروفين في زمنه، فقد تردد اسمه في كتاب مشاهير علماء نجد وغيرهم ، وعده المؤلف من تلاميذ الشيخ عبداللطيف بن الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب([viii][8]) ، وأشار في موضع آخر إلى أن الشيخ حسين بن الشيخ حسن آل الشيخ تتلمذ عليه ، وكذلك الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن الشيخ عبدالرحمن بن الشيخ حسن ابن شيخ الإسلام الذي تولى قضاء الرياض عام 1337هـ([ix][9]). أما الشيخ الآخر فهو محمد ابن مصيبيح، وقد قرأ عليه القرآن كاملاً ، وبقي على صلة دائمة بكتاب الله قراءة وتدبراً طول حياته ، بل كان يخصص وقتاً محدداً كل يوم لتلاوة القرآن([x][10])، وفي جوف الليل ، حيث صفاء المناجاة لله ، كان الملك عبدالعزيز قد درج على أن يستيقظ كل ليلة قبل الفجر بنحو ساعة يتهجد ، ويتلو كتاب الله بخشوع وتدبر ، ويتفاعل مع ما يتلوه ، ويتأثر به إلى حالة يسمع له فيها بكاء ونشيج ، لما يمر به من آيات الترغيب والترهيب ، ويستمر على ذلك إلى أن يؤذن الفجر([xi][11]) .
وله ورد معروف طبع مراراً ، ويشتمل على أدعية من الكتاب والسنة ، وهذه الصلة الوثيقة بكتاب الله لم تنقطع مع ما يكتنفه من مشاغل، ومن كثرة أسفار وترحال؛ إذ في غمرة ذلك يضع العناية بكتاب الله نصب عينيه ، فقد درج على أن يصطحب معه في أسفاره بعض القراء لتلاوة القرآن في الحل وفي أثناء السير لتوثيق الصلة بكتاب الله ، وتدبر معانيه، والاستئناس به في وحشة السفر ، والتحصن بآياته من وعثاء السفر وأهواله ، ويشير إلى ذلك بوضوح ما حكاه الأستاذ يوسف ياسين في الرحلة الملكية حين وصف نظام يوم كامل من أيام الملك عبدالعزيز في رحلته من الرياض إلى مكة عام 1342هـ . حين قال متحدثاً من بداية الرحيل في الليل: ( وما هي إلا نصف ساعة حتى تسير حملة المؤن وأمامها العلم وبجانبه راكب يحمل قنديلاً ، يهتدي المدلجون على نوره، ثم يركب السلطان ومن معه حتى إذا استووا على رواحلهم ينادي السلطان (العجيري)، فيردد الخدم النداء حتى يسمع المنادي، فيقبل وإذْ ذاك تسمع من الشيخ العجيري طائفة من الذكر الحكيم بصوته الجهوري ، بترتيل تكاد تعد منه حروفه، وهو يلاحظ المعنى الذي تفيده الآية ، ويشعر به فإذا كان الكلام وعيداً رجف صوته ، وإذا كان وعداً برقت أسارير وجه ، ويظل في تلاوته حتى يأتي وقت صلاة الفجر ، فيؤذن ونحن ركوب ، فإذا انتهى المؤذن من أذانه أنخنا ، حيث انتهى بنا السير فتقام الصلاة ونصلي جماعة ، فإذا صلى السلطان ، وشرب القهوة ، ركبنا حتى إذا سرنا نادى السلطان ( ابن الشيخ) ، فيجيب ، ويأخذ في تلاوة طائفة من القرآن بصوت يحدث في النفس كثيراً من الخشوع والخشية ، وإذا وضح الفجر أمر السلطان فسكت القارئ ، وإذ ذاك ينفرد جلالته بنفسه يتلو حزباً فيه أدعية مأثورة أكثرها مأخوذة من القرآن الكريم ، أو مروي في الأحاديث الصحيحة) ([xii][12]) .
على أن هذه العناية الفائقة بكتاب الله قراءة وتدبراً كان لها أثر واضح في حياة الملك عبدالعزيز وتكوينه الثقافي ، فقد أفاد من هذه الصحبة الدائمة لكتاب الله معاني وتوجيهات سديدة ، استقرت في أعماق نفسه ، وظهرت آثارها في سلوكه وتعامله ونهجه في الحكم ، وكان له بذلك نبع ثرّ يستقي منه في خطبه وأحاديثه وتوجيهاته العامة والخاصة .
ب– مجالس العلم والعلماء :
من يتأمل تاريخ الدولة السعودية ابتداء من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب يدرك أن الصلة قوية بين العلماء وحكام الدولة السعودية في أدوارها التاريخية ، منذ أن استقر الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الدرعية ، ووجد المؤازرة والتأييد في مسيرة الدعوة إلى الله والإصلاح من الأمير محمد بن سعود – رحمه الله – حيث تبايعا على أن يعملا في سبيل الدعوة الإصلاحية ونشرها بكل ما يستطيعان من الوسائل ، وكان ذلك سنة 1157هـ/1744م .
وعلى هذا الأساس قامت دولة جديدة في المنطقة هي الدولة السعودية الأولى([xiii][13])، ومنذ ذلك الحين ومروراً بعهد الملك عبدالعزيز وإلى عصرنا الحاضر درج حكام الدولة السعودية على توثيق الصلة بالعلم والعلماء والجلوس إليهم، والإفادة من علمهم. ومن هذا المنطلق نجد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – يحرص على مجالسة العلماء ، ويتلقى عنهم العلوم الشرعية ، وغيرها من العلوم المفيدة ، ويستشيرهم دائماً فيما يصلح شأنه وشأن رعيته ، ويرجع إليهم فيما يستشكله من مسائل وقضايا تتصل بأمور الدين والدنيا بقصد الوقوف على النهج الصحيح في معالجة تلك الأمور والقضايا على أساس من هدى كتاب الله وسنة رسوله ، وأقوال السلف الصالح ، انطلاقاً من نهجه القويم في التمسك بهدى الإسلام، وأفقه الواسع، وسمو أهدافه ، فلا غرابة إذن أن تكون صلته بالعلم والعلماء على أوسع نطاق ، وأن يحرص على الاستفادة القصوى مما لديهم من علم نافع في مجال التعليم وتوجيه الناس ، ونشر الدعوة السلفية ، وكان يحرص على توجيهاتهم ، ويدرك ما لهم من تأثير ومكانة في أداء رسالتهم نحو المجتمع ، ويظهر ذلك واضحاً من خلال رسائله إلى بعض زعماء القبائل أو إلى طلبة العلم، فقد بعث رسالة إلى فيصل الدويش مؤرخة في 16 شوال 1339هـ جاء فيها قوله: ( وليس هناك من أحد يدعي أنه يطيع الله إلا الذي تظهر عليه إشارات الحق والخير بتقديم العلم وأهله ، وأنت يا أخي لا تهتم لأحد في هذا الأمر. الأول : يكون عندك معلوم أن صاحب الحق منصور إن شاء الله، وما قمت به تريد به النجاة عند ربك ، وامتثال أمر علماء المسلمين. الثاني : اذكر وصاياي لك دائماً كلما قابلتك ، واعرف أن من أحبك في دين الله تراه ما ينصحك إلا بقوله قدم الشريعة ، واسأل أهل العلم وعاضدهم ... ) إلى أن يقول: ( إذا أردت أن تعرف قلبي وقالبي ، وما أنا عليه ، وما أنا فاعله ، فمثل ما عرَّفتك سابقاً ولا حقاً ، فأنا خادم لأهل العلم ، والله بحوله وقوته – إن شاء الله – لأمضي ما قالوا ، وأحب ما أحبوا ، وأبغض ما أبغضوا ، وأمضي أمرهم على نفسي وعيالي) ([xiv][14])، وكان يطلب من العلماء أن يتولوا رعاية طلاب العلم ، ويقوموا بتبصيرهم للسير على النهج القويم في تحصيل العلم ، بحيث لا يكون مصدر التحصيل مقتصراً على ما في بطون الكتب بعيداً عن توجيه العلماء وتسديدهم ، ويتضح ذلك من الرسالة التي بعثها إلى بعض علماء المسلمين في يوم 18/ ذو القعدة عام 1340هـ/ 1921م ، ونصها: " من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى من يراه من علماء المسلمين سلمهم الله تعالى آمين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد ذلك أدام الله لنا وجودكم ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه . بعده سلمكم الله . من قِبَل بعض الإخوان يذكر لي أنهم يجتمعون ويأخذون لهم بعض كتب الحديث مثل مجموعة الحديث ، ومثل رسائل المشايخ ، ومثل هذه الكتب حقُّ ، ما فيها شك، ومثل مجموعة التوحيد وأشباه ذلك ، وفي اجتماعاتهم يقرأونها ولا عندهم طالب علم ، وأحببت أنهم يراجعونكم في ذلك ، لتفتوهم بما ينفعهم الله به إن شاء الله . نرجو الله أن يوفقنا وإياكم وإياهم للصواب آمين) ([xv][15]) .
ولا شك أن هذا التوجيه الذي اشتملت عليه الرسالة يعد لفتة تربوية ، ترسم النهج الأمثل لتحصيل العلم بالنسبة للشداة من الطلاب المبتدئين الذين يحتاجون إلى إشراف العلماء وتوجيهاتهم إلى جانب القراءة في الكتب ، إذ لو اقتصر الأمر على الأخذ عن الكتب فقط ربما أدى ذلك إلى خلل في فهم النصوص ، وأقوال أهل العلم ، وحملها على غير وجهها الصحيح ، مما يؤدي إلى محاذير ومشكلات وأخطاء لا تحمد عقباها على الطلاب أنفسهم ، وعلى من قد يتطلع إلى ما يتفوهون به بحسب فهمهم. وقد أدرك خطورة هذا المسلك علماؤنا الأوائل ، إذْ أثر عن الإمام الشافعي أنه قال :" من تفقه من بطون الكتب ضيّع الأحكام"، وكان بعضهم يقول : ( من أعظم البلية تشيّخ الصحيفة ... أي: الذين تعلموا من الصحف) ([xvi][16])، ومن المؤكد أن هذا المسلك في تقدير العلم والعلماء ، والعناية بهم كان نصب عيني الملك عبدالعزيز دائماً ، مما جعله يحرص في وقت مبكر من سني حياته ، وإلى آخر لحظة على مجالسة العلماء ، والإفادة من علمهم ، وبدأ مشواره هذا منذ أن تلمذ على عدد من علماء أسرة عريقة في العلم والفضل، وهي أسرة آل الشيخ ، التي ارتبط تاريخها بتاريخ أسرة آل سعود ، تآزراً وتكاتفاً وتعاوناً ومصاهرة منذ معاهدة الدرعية التاريخية بين الإمام محمد بن سعود وشيخ الإسلام والداعية المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، واستمرت هذه الصلة المباركة تؤتي ثمارها بين أحفاده وبين من تولى الحكم من أبناء أسرة المجد والحكم في الدولة السعودية ، ومنهم الملك عبدالعزيز الذي تشير بعض المصادر إلى أن أباه قد وضعه منذ طفولته تحت رعاية الشيخ عبدالله بن عبداللطيف([xvii][17]) ، الذي أعد كراسة صغيرة خصيصاً للأمير ، فيها معلومات موجزة وميسرة في أصول الفقه والتوحيد([xviii][18]) ، وقد توثقت الصلة بينه وبين الشيخ بعد استعادة الرياض في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ ، حيث بايعه الشيخ عبدالله وهو جد الملك فيصل رحمهم الله جميعاً وكان الملك عبدالعزيز يأتي إليه في داره ويحضر دروسه ، ولا يخرج عن رأيه ومشورته في جميع مسائل العلم والدين([xix][19]) ، وظل يحتفظ لهذا الشيخ الجليل بمنزلة كبيرة في نفسه ، إبان حياته، وبعد أن توفي الشيخ سنة ألف وثلاثمائة وتسع وثلاثين ، ولا غرو فالشيخ عبدالله يعد واحداً من أشهر علماء نجد ، وله أثر واضح في نشر العلم بين طلابه في الرياض ، منذ أن عاد إليها عام 1309هـ ، حيث كان منزله ملتقى أفئدة طلاب العلم ومحبيه ، إذ يجدون من علمه الغزير في مجال العلوم الشرعية ما يشبع نهمهم . كما يجدون في مكتبته العامرة ما يلبي حاجتهم من المصادر والكتب القيمة في العلوم الشرعية وغيرها، وتعد مكتبته من أبرز المكتبات الشخصية في مدينة الرياض ، وهي أشبه ما تكون بمكتبة عامة ، يستفيد منها طلاب العلم والمعرفة ، ويلتقي فيها العلماء ، وكانت داره عامرة بالضيوف الذين يفدون إليه من نواحي الرياض ونجد والخليج العربي ، وكان الملك عبدالعزيز يشهد هذه اللقاءات ويفيد منها ، وقد تحدث عن هذه المناقب وغيرها الشيخ عبدالرحمن آل الشيخ في كتابه مشاهير علماء نجد ، ومما جاء عنده ، ندرك أن الشيخ عبدالله كان مدرسة تشع العلم والمعرفة ، وتربي الأجيال ، فحين ترجم له قال : (فاستمر في نشر العلم وبث الدعوة ، وإكرام العاني والوافد ، فكانت داره الواسعة المعروفة في حي دخنة بالرياض عامرة بقراءة كتب الحديث والفقه والتوحيد والتفسير ، فتخرج به أفواج من العلماء شغلوا مناصب القضاء ، وقاموا بواجب الدعوة إلى الله ، والإرشاد وتدريس العلم) ([xx][20]) .
وشارك الشيخ مع الملك عبدالعزيز في أعمال مهمة وجليلة في تكوين الهجر ، واختيار الدعاة والمرشدين لها ، ومن ثم تأسست حركة الإخوان التي كانت عماد الملك عبدالعزيز في تأسيس مملكته([xxi][21]) ، ويؤكد ذلك ما أشار إليه الشيخ عبدالرحمن في ترجمة الشيخ عبدالله حين قال : (وقد أقبلت بوادي الأعراب من أهل نجد في زمنه – رحمه الله– على الدين ، وقراءة القرآن وتعلم واجبات الإسلام ، وسكنوا الهجر وسموا بالأخوان، والفضل بعد الله في هدايتهم وجمع كلمتهم يرجع إلى اهتمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بأمور الدين ، ثم إلى إخلاص الشيخ عبدالله ، وحسن اختياره للدعاة والمرشدين من أهل العلم الذين وكل إليهم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – أمر اختيارهم وابتعاثهم إلى بوادي الأعراب) ([xxii][22]) .
وثم مجموعة كبيرة من العلماء الأفاضل الذين عرفوا بغزارة علمهم ، ونقاء سريرتهم وصفاء عقيدتهم من أسرة آل الشيخ وغيرهم ، كان الملك عبدالعزيز يجلس إليهم ، ويعدهم مرجعاً له في الأمور الشرعية ، ويستشيرهم ، ويتبادل معهم الأفكار والرسائل فيما يعود عليه وعلى مجتمعه ورعيته بالخير والفلاح . وكان من عادته أن يلتقيهم كل خميس من كل أسبوع في جلسة عامة مفتوحة في قصره لهذا الغرض ، أو يجتمع ببعضهم على انفراد ، أو يقصدهم في دورهم للإفادة من علمهم ، فيما يعن له من أمور ومسائل تحتاج إلى بيان وإيضاح من أهل العلم والفقه ، والرأي السديد .
وكان العلماء الذين يحضرون مجلسه يستعدون لهذا المجلس بالمطالعة والقراءة في المصادر قبل حضوره ، وذلك لمواجهة ما قد يطرح فيه من مسائل فقهية وشرعية ، يطرحها بعض الحاضرين ، أو يطرحها الملك عبدالعزيز نفسه لمعرفة موقف الإسلام والشرع منها([xxiii][23]) ، ولم يتردد الملك عبدالعزيز في استشارة العلماء ، والاسترشاد بما عندهم في جل ما يعرض له ، وتجلى ذلك بشكل واضح في مجلس الشورى ، الذي وضع قواعده ، وكان يضم نخبة من فضلاء أهل العلم والعلماء والرأي السديد ، وقد أورد الأستاذ عبدالرحمن الرويشد أسماء عدد من هؤلاء العلماء ، وهم :
الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ ، والشيخ إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ، والشيخ عمر بن عبداللطيف آل الشيخ ، والشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ ، والشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ ، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ ، والشيخ عمر بن حسن آل الشيخ ، والشيخ حمد بن فارس ، والشيخ سعد بن عتيق ، والشيخ عبدالله العنقري ، والشيخ سليمان بن سحمان ، والشيخ عمر بن سليم ، والشيخ محمد حجازي ، والشيخ عبدالعزيز الشقري ، والشيخ فيصل بن مبارك ، والشيخ عبدالله بن زاحم ، والشيخ محمد نصيف ، والشيخ عبدالرحمن بن داود ، والشيخ عبدالعزيز بن عبداللطيف والشيخ عيسى بن عكاس ، والشيخ محمد بن عبدالقادر ، والشيخ محمد الملا ، والشيخ علي بن عيسى ، والشيخ صالح العثمان ، وغيرهم من العلماء([xxiv][24]).
وقد وجد هؤلاء العلماء التشجيع والمؤازرة من الملك عبدالعزيز لأداء رسالتهم في تنوير الناس، وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم ، وهو أمر ليس بغريب ، إذ يعد ذلك امتداداً لما سار عليه آباؤه وأجداده من دعم وتأييد لدعوة التوحيد التي رفع لواءها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، واستمرت هذه الصلة وثيقة من الأجداد إلى الأحفاد ، ولها أثر واضح في الإسهام بقدر كبير في بناء كيان الدولة ، ونشر رايات العلم والمعرفة في أرجائها ، بفضل الله ، ثم بفضل علو همة الملك عبدالعزيز وإخلاصه في تحقيق أهدافه السامية لبناء دولة عصرية ، وكان من أبرزها التوجيه السديد لقضايا الإصلاح والتجديد التي اضطر بعضها الملك عبدالعزيز إلى أن يدخل في نقاش هادئ حكيم مع بعض الأطراف المعنيـــة من الإخـــوان والمشايخ بشــأن استعمال بعض الآلات الحديثــة كـ (اللاسلكي) و (التلفون) والسيارات ، واستعمال الخبراء الأجانب في أعمال التنقيب عن النفط، وكان نهجه في تناول مثل هذه القضايا وغيرها يتمثل في مدارستها ، والتباحث بشأنها ، والتشاور مع العلماء بقصد الوصول فيها إلى وجه الصواب ، وإقناع من يتطلب الأمر إقناعه على أساس من العلم الصحيح المبني على كتاب الله وسنة رسوله .
والملك عبدالعزيز – كما قال الأستاذ/ عبدالعزيز التويجري –: (قادر على أن يحاور مصدر كل اجتهاد له موقف منه ، ولا يملي عليه مجتهد رأياً وإن كان من أحد العلماء إذا كان رأياً واجتهاداً خالصاً لا يستند إلى أصل في الشريعة ، فهو لم يكن أمعة ، بل رجل دين ودولة، والثقة بينه وبين علماء البلاد ثابتة على قواعد صلبة من الولاء والدين) ([xxv][25]).
ويبرز الأستاذ الزركلي تلك المكانة والمنزلة العالية للعلماء عند الملك عبدالعزيز إلى جانب الإفصاح عن نهجه في التعامل معهم ، وذلك حين قال : ( كان لعلماء الدين المقام الأول عند الملك عبدالعزيز يقدمهم على إخوانه وأبنائه ، وكبار جلسائه ، ويصغى إلى آرائهم ، ويبالغ في إكرامهم ، وقل أن يجادلهم في أمر يرون فيه ما لا يرى قبل أن يفسح المجال لهم للمناقشة فيه فيما بينهم ، فإن انفرد بعضهم أو أحدهم بما يوافق رأيه ، لم يعمل في الأخذ بما قال ، وتريث إلى أن يَقْتَنع الآخرون ...) ([xxvi][26]) .
ولا بد من الإشارة إلى أن الملك عبدالعزيز قد وسع دائرة صلته بالعلماء داخل بلاده وخارجها ، وذكر الأستاذ عبدالرحمن الرويشد أسماء مجموعة من علماء المسلمين ينتمون إلى أقطار إسلامية عديدة ، وكانوا محل التقدير يفيد من علمهم ، ويتداول معهم في بعض القضايا التي تهم الإسلام والمسلمين ، كما اختار بعضهم مستشارين له ومن أشهرهم الشيخ عبدالمجيد سليم شيخ الأزهر ، والشيخ علال الفاسي في المغرب، والشيخ رشيد رضا صاحب مجلة المنار في مصر ، والشيخ بهجت البيطار من الشام ، والشيخ حامد الفقي من مصر ، والشيخ عبدالعزيز بن راشد من الكويت، والشيخ عبدالله بن محمود من الشارقة ، والأمير شكيب أرسلان من لبنان ، والشيخ حافظ وهبة من مصر ، والشيخ يوسف ياسين من سوريا ، والشيخ فؤاد حمزة من لبنان، وغيرهم([xxvii][27])، وقد أدرك الملك عبدالعزيز – رحمه الله – مكانة هؤلاء العلماء من داخل بلاده وخارجها ، ومالهم من تأثير فعال في التوجيه السليم المبني على أساس من توجيهات الإسلام وتعاليمه السمحة ، انطلاقاً من إحساسه العميق بروح الإسلام وتمثله لهذه الروح قولاً وعملاً ، وهذا الوعي جعله يقرب منه العلماء ، والطبقة المثقفة من أبناء شعبه، ويسند إلى بعضهم مهام التعليم والدعوة والإرشاد ، بل كان بعضهم يرافقه في الحملات الحربية إبان حقبة تأسيس الدولة ، ولم الشمل ، واستعادة ملك آبائه وأجداده .
وقد اصطفى الملك عبدالعزيز له مجموعة من المستشارين من جنسيات متعددة ، وهم من ذوي العلم والخبرة والحنكة ، كان يرجع إليهم ويتحاور معهم ، ويشاورهم في بعض ما يشكل عليه من الأمور ، بقصد أن يعطيها حقها من الرأي الصائب من جهة ، ولكي يبرئ ذمته فيما يتوصل إليه من آراء وحلول ، جاءت نتيجة المشاورة مع أهل الخبرة والرأي الحصيف، ووجد هؤلاء المستشارون في شخصية الملك عبد العزيز وتعامله معهم بكل تقدير وإجلال ، وحرصه على الوصول إلى الحق ما جعلهم يتفاعلون مع ما يطرحه عليهم من قضايا ، ويعملون معه بارتياح وإخلاص ساعات طويلة دون ضجر، ويتحملون معه عناء السفر والترحال كلما اقتضى الأمر ذلك ، واسترشد بهم في أمور عديدة تتعلق بشؤون الدولة الداخلية والخارجية ، وحسبك أن منهم مثل أخيه سمو الأمير عبد الله بن عبد الرحمن ، وحافظ وهبة ، وخير الدين الزركلي ، وفؤاد حمزة ، ويوسف ياسين، وغيرهم([xxviii][28])، وقد كان التعامل بينه وبين مستشاريه يقوم على أساس من التعامل الأخوي ، والمصارحة بعيداً عن التملق ، وهذا النهج محبب إلى نفس الملك عبدالعزيز، كما يبدو في موقفه من الشيخ حافظ وهبة ، الذي عمل عنده مستشاراً خاصاً في هذا إلاطار من روح المحبة والإخلاص والصدق المتبادل ، وذلك حينما طلب منه حافظ وهبة أن يقوم التعامل بينهما على أساس المصارحة والتعامل الأخوي فبادره الملك عبدالعزيز قائلاً: ( سأعاملك كأخ ، وإني في حاجة إلى من يصارحني ، فإن من يطريني ويتملقني كثيرون وكثيرون جداً ، وطالما ضاق صدري من سماع قولهم: "الشيوخ أبخص "... ) ([xxix][29]).
([i][1]) انظر: تاريخ المملكة العربية السعودية للدكتور عبدالله العثيمين (2/45)، الطبعة الثالثة، عام 1418هـ/1997م .
([ii][2]) انظر بشأنه: كتاب المتوكل على الودود عبدالعزيز آل سعود لمحمد منير البديوي ص68 ، الطبعة الأولى عام 1397هـ/1977م ، وكتاب تاريخ المملكة العربية السعودية للدكتور عبدالله العثيمين (2/29) .
([iii][3]) انظر : معلومات عنها في كتاب الزركلي شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز (1/61) ، الطبعة الثانية ، بيروت ، عام 1397هـ/1977م .
([iv][4]) الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز للزركلي ص 17 ، الطبعة الرابعة 1384هـ، دار العلم للملايين ، بيروت .
([v][5]) الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز ص 19–20 .
([vi][6]) المصدر السابق ص 27 .
([vii][7]) صقر الجزيرة ، لأحمد عبدالغفور عطار (1/182)، الطبعة الخامسة 1399هـ / 1979م .
([viii][8]) مشاهير علماء نجد وغيرهم للشيخ عبد الرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ ص 97 ، الطبعة الثانية 1394هـ ، دار اليمامة بالرياض .
([ix][9]) المصدر السابق ، ص 127 ، 148 ، 149 .
([x][10]) انظر : الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز ص 17 .
([xi][11]) توحيد المملكة العربية السعودية لمحمد المانع ص 314 ، ترجمة الدكتور عبدالله العثيمين ، الطبعة الأولى 1402 / 1982م .
([xii][12]) الرحلة الملكية – للشيخ يوسف ياسين ص 90 – 91 ، الطبعة الأولى 1416هـ / 1996م .
([xiii][13]) انظر : تاريخ المملكة العربية السعودية للدكتور عبدالله العثيمين (1/85 ، 86).
([xiv][14]) انظر : كتاب لسراة الليل هتف الصباح " الملك عبدالعزيز دراسة وثائقية للأستاذ عبدالعزيز التويجري ، ص 400 ، 401 ، 403 ، 404 ، 405 ، الطبعة الأولى 1997م، بيروت .
([xv][15]) المصدر السابق ، ص 422 ، 423 .
([xvi][16]) تذكرة السامع والمتعلم في آداب العالم والمتعلم لابن جماعة ص 87 ، الطبعة المصورة عن الطبعة الأولى بحيدر آباد، الهند، وإلى جانب ما ذكرت هناك عبارة تتردد على ألسنة العلماء، وهي قولهم : " من كان علمه من كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه " .
([xvii][17]) انظر : ترجمة في كتاب مشاهير علماء نجد وغيرهم 129 .
([xviii][18]) شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز للزركلي (1/57) .
([xix][19]) مشاهير علماء نجد وغيرهم 131 ، 132 .
([xx][20]) المصدر السابق 131 .
([xxi][21]) المصدر السابق ، وانظر : السعوديون والحل الإسلامي لمحمد جلال كشك 688 .
([xxii][22]) مشاهير علماء نجد 134 .
([xxiii][23]) انظر : اللقاء الذي أجري مع الأستاذ / عبدالله بن إبراهيم السليم في 8/5/1407هـ بريدة ضمن كتاب ( كنت مع الملك عبدالعزيز) ص 257 ، 258 – نقلاً عن كتاب توحيد المملكة للدكتور محمد السلمان ص 158 .
([xxiv][24]) بحث الجهاد الفكري للملك عبدالعزيز للأستاذ عبدالرحمن الرويشد ص 14 ، من بحوث المؤتمر العالمي عن تاريخ الملك عبدالعزيز المقام في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض 19/23 – ربيع الأول عام 1406هـ .
([xxv][25]) لسراة الليل هتف الصباح 621 .
([xxvi][26]) شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز للزركلي (2/741) .
([xxvii][27]) انظر : مجلة الحرس الوطني ص 28، 29 ، السنة الثانية ، العدد التاسع، رجب 1402هـ ، مقال للأستاذ عبدالرحمن الرويشد عن التجربة الفكرية للملك عبدالعزيز .
([xxviii][28]) انظر بشأنهم : كتاب شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز للزركلي (3/1011 ، 1012 ، 1013، 1014)، وكتاب السعوديون والحل الإسلامي لمحمد جلال كشك 24 ، 25 .
([xxix][29]) خمسون عاماً في جزيرة العرب لحافظ وهبة 84 ، مطبعة مصطفى الحلبي بمصر الطبعة الأولى 380 ، 1960م .
دارة الملك عبدالعزيز